"تتبع GameStop استراتيجية GameStop، نحن لا نتبع استراتيجية أي شخص آخر."
كتابة: ثيجاسويني م أ
ترجمة: لويفي، أخبار فورسايت
ريان كوهين مرة أخرى يفعل نفس الشيء، دون أي تحذير، دون أي تفسير، ودون استئذان.
في يوم ثلاثاء في مايو 2025، ظهرت في وثائق لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) فقرة تم تجاهلها من قبل معظم المستثمرين في الإفصاح الروتيني، حيث تم ذكر هذه الكلمات بهدوء في نموذج 8-K لشركة GameStop: "شراء 4,710 بيتكوين".
هذا المدير التنفيذي الذي قاد شركة تجزئة ألعاب الفيديو التي كانت على وشك الإفلاس إلى انتعاش، قد استثمر للتو أكثر من 500 مليون دولار من أموال الشركة في البيتكوين. لا يوجد بيان صحفي، ولا مكالمة مؤتمر للمستثمرين، فقط الحد الأدنى من الإفصاح المطلوب قانونًا.
عندما طرح ديفيد بيلي من BTC Inc السؤال الذي يسأله الجميع على كوهين، كانت إجابة كوهين قد كسرت تخمينات الناس لعدة أشهر.
"هل اشترت GameStop بيتكوين؟"
"نعم. لدينا حاليًا 4710 عملة بيتكوين."
وهكذا، قام كوهين بأسلوبه المعتاد «التقليل من الأهمية»، بتحويل GameStop إلى أكبر حائز على بيتكوين في العالم رقم 14 - تمامًا كما فعل عندما قام ببناء Chewy من الصفر إلى وحش بقيمة 3.35 مليار دولار.
لن يشعر أي شخص يهتم به بالدهشة. لقد كانت مشاركة هذا الشخص هي التي حفزت ملايين المستثمرين الأفراد على بيع بعض من أقدم صناديق التحوط في وول ستريت. لقد حول شركة اعتقد العديد من ما يسمى بالخبراء أنها محكومة بالفشل إلى شركة تعيد تشكيل جميع نماذج التقييم التقليدية.
!
تحول كوهين من طالب جامعي متخلي يبيع طعام الحيوانات الأليفة على الإنترنت إلى مبتكر استراتيجيات الأعمال الجديدة، بدأ رحلته في الحياة من مراهق في فلوريدا، حيث أدرك أن أفضل الفرص تكمن في الأماكن التي يتخلى عنها الآخرون.
من صبي متسرب من المدرسة إلى مخترق الأعمال
بدأت ريادة أعمال رايان كوهين قبل أن يصل إلى سن القيادة القانونية.
ولد كوهين عام 1986 في مونتريال، وكانت والدته معلمة، وكان والده تيد كوهين يدير شركة لاستيراد الأدوات الزجاجية. عندما كان صغيرًا، انتقلت العائلة إلى كولير سبرينغز في فلوريدا. في سن الخامسة عشرة، بدأ كوهين إدارة عمله الخاص، حيث كان يتقاضى عمولات من مختلف مواقع التجارة الإلكترونية.
عندما بلغ 16 عامًا، كانت نطاق أعماله قد توسع من التوصيات البسيطة إلى عمليات التجارة الإلكترونية الأكثر تنظيمًا، بينما كان معظم الناس لا يزالون يرون أن الإنترنت مجرد موضة عابرة، كان هو قد فهم جوهر التجارة الإلكترونية بشكل عميق.
أصبح والده تيد أهم معلم له، حيث علمه أهمية تأجيل الإشباع، وأخلاقيات العمل، ورؤية العلاقات التجارية كشراكات طويلة الأجل. في النهاية، قرر كوهين ترك جامعة فلوريدا والتفرغ بالكامل للأعمال. لقد أثبت أنه قادر على جذب العملاء وخلق الإيرادات، وكانت الجامعة بالنسبة له مجرد طريق منحرف عن المهمة.
ثورة غذاء الحيوانات الأليفة
هيمنت أمازون على مجال التجارة الإلكترونية في عام 2011، وتجنب معظم رواد الأعمال مواجهتها، لكن اختار كوهين البالغ من العمر 25 عامًا "التنافس غير المباشر".
لم يحاول كوهين التغلب على أمازون من حيث اختيار المنتجات أو اللوجستيات، بل اكتشف مجالًا أهم في علاقات العملاء وهو: مستلزمات الحيوانات الأليفة. يهتم أصحاب الحيوانات الأليفة بـ "أفراد الأسرة"، وليس مجرد شراء المنتجات. يحتاجون إلى نصائح، وتعاطف، وفهم أن "مرض الحيوانات الأليفة ليس مجرد إزعاج، بل هو أزمة".
فلسفة Chewy الأساسية بسيطة جدًا: دمج لوجستيات أمازون مع فلسفة خدمة العملاء في Zappos لتخصيص تجربة لأصحاب الحيوانات الأليفة. تبيع الشركة مستلزمات الحيوانات الأليفة عبر الإنترنت، ولكن الأهم من ذلك، أنها ستعمل على بناء علاقة مع العملاء تتجاوز المعاملات الفردية.
كانت عملية التنفيذ المبكرة منظمة بشكل جيد وتركز على العميل. فريق خدمة العملاء في Chewy لا يتعامل فقط مع الطلبات، بل يرسل أيضًا بطاقات تهنئة مكتوبة بخط اليد في العطلات، ويخصص صورًا للحيوانات الأليفة للعملاء المخلصين، ويقدم الزهور عند وفاة الحيوانات الأليفة المحبوبة. هذه الخدمات تتطلب إنفاق المال، ومن الصعب توسيع نطاقها. إليك تغريدة مشهورة:
!
لكن بناء علاقات عاطفية لا يؤدي إلى عوائد، ففي أول عامين، واجه كوهين مشكلة كافية لتسبب انهيار معظم الشركات الناشئة: لم يكن هناك أحد مستعد للاستثمار في شركة طعام حيوانات أليفة تتنافس مع أمازون.
مئة رفض
تعتبر جلسات الترويج نوعًا من العذاب لرواد الأعمال. بين عامي 2011 و 2013، تواصل كوهين مع أكثر من 100 شركة استثمار مخاطر، موضحًا لماذا تمثل مستلزمات الحيوانات الأليفة فرصة كبيرة لشركة تركز على العملاء. كانت معظم شركات الاستثمار ترى: شركة أسسها طلاب جامعيون متسربون، بدون أي خبرة تجارية تقليدية، تحاول الحصول على جزء من الكعكة في سوق صغير تسيطر عليه منافسون لا يمكن هزيمتهم.
لم تظهر نقطة التحول حتى عام 2013، حيث قدمت Volition Capital تمويلًا من الفئة A بقيمة 15 مليون دولار. مكن هذا التمويل كوهين من توسيع نطاق عمليات Chewy مع الحفاظ على ثقافة الشركة الموجهة نحو العملاء. بحلول عام 2016، حصلت الشركة على استثمارات من بلاك روك ومجموعة بروفيدنس، وبلغت مبيعاتها السنوية 900 مليون دولار.
تتمتع Chewy بمعدل احتفاظ مرتفع جدًا بالعملاء، حيث تزداد قيمة الطلبات المتوسطة لديهم باستمرار، والأهم من ذلك، أن العملاء يصبحون من المروجين لهذه الخدمة لأصحاب الحيوانات الأليفة الآخرين.
بحلول عام 2018، بلغت عائدات Chewy السنوية 3.5 مليار دولار، وكانت تستعد للاكتتاب العام. في ذلك الوقت، قدمت PetSmart عرض استحواذ بقيمة 3.35 مليار دولار على Chewy، وهو أكبر استحواذ في تاريخ التجارة الإلكترونية في ذلك الوقت. اختار كوهين، البالغ من العمر 31 عامًا، مغادرة Chewy والعودة إلى عائلته، رغم أن ثروته تقدر بمئات الملايين.
استراحة منتصف العائلة
في عام 2018، اتخذ رايان كوهين، الذي كان في ذروة مسيرته المهنية، قرارًا حير عالم الأعمال.
استقال من منصبه كمدير تنفيذي لشركة Chewy ليكون مع زوجته الحامل وللتحضير ليصبح أبًا. لقد ودّع تمامًا الشركة التي قضى سبع سنوات في بنائها. لقد حقق كوهين الاستقلال المالي، وينوي استخدام هذه الحرية للاستمتاع بأهم اللحظات في حياته الشخصية.
لقد باع معظم حصصه في Chewy وركز على كونه زوجًا وأبًا جيدًا. بالنسبة لشخص كان يركز على النمو والمنافسة منذ سنوات المراهقة، قد يكون الانتقال إلى الحياة الأسرية غير مريح. ومع ذلك، فإن كوهين قد قبل كل ذلك تمامًا.
حتى خلال هذه الفترة التي يركز فيها على الأسرة، لا يزال مستثمراً نشطاً. تشمل محفظته أسهم شركة أبل (يمتلك 1.55 مليون سهم، مما يجعله واحداً من أكبر المساهمين الأفراد)، وبنك ويلز فارجو، وغيرها من شركات الأسهم الزرقاء.
تدعم المؤسسة الخيرية التي أسسها مع زوجته ستيفاني التعليم ورفاهية الحيوانات وغيرها من القضايا الخيرية.
استمرت هذه الراحة لمدة ثلاث سنوات، حتى اكتشف GameStop.
جيم ستوب
في سبتمبر 2020، عندما كان معظم المستثمرين يعتقدون أن GameStop هي شركة تجزئة تقليدية على وشك الانهيار، تتعرض للخنق من قبل خدمات التنزيل الرقمي والبث، رأى رايان كوهين شيئًا مختلفًا: إنها شركة تتمتع بسمعة قوية وعملاء مخلصين، لكن الإدارة لا تعرف كيف تستفيد من هذين الأصلين.
كشفت مؤسسة كوهين الاستثمارية RC Ventures أنها تمتلك ما يقرب من 10% من أسهم هذه الشركة المتعثرة في تجارة ألعاب الفيديو، مما يجعلها أكبر مساهم في الشركة. أثار هذا التحرك حيرة محللي وول ستريت، الذين عجزوا عن فهم سبب استثمار شخص ذو خبرة واسعة مثل كوهين في شركة تجزئة "عفا عليها الزمن".
يعتقد كوهين أن GameStop ليست مجرد سلسلة متاجر للبيع بالتجزئة، بل هي أيضًا علامة ثقافية في مجتمع الألعاب. العملاء هم متحمسون لثقافة الألعاب، وجامعو المقتنيات، وتجارب التواصل الاجتماعي، ويكونون مستعدين لدفع علاوة من أجل الاتصال العاطفي.
المشكلة هي أن الإدارة تعتبر الشركة تاجر تجزئة تقليدي، بدلاً من كونها منصة مدفوعة من المجتمع.
في يناير 2021، انضم كوهين إلى مجلس إدارة غيم ستوب، مما أثار جنون الشراء بين المستثمرين الأفراد. في غضون أسبوعين، ارتفعت أسعار أسهم غيم ستوب بنسبة 1500%، مما أدى إلى واحدة من أشهر حالات الضغط القصير في تاريخ السوق.
بينما تركز وسائل الإعلام المالية انتباهها على ظاهرة "أسهم الميم" والصراع بين المستثمرين الأفراد وصناديق التحوط، يركز كوهين على تغيير أكثر جوهرية.
طريقة كوهين في إعادة بناء GameStop هي نفس الطريقة التي أسس بها Chewy.
عندما تولى الأمر، كانت "الشركة في حالة فوضى، وكانت تعاني من خسائر كبيرة."
لقد قام أولاً بقطع فريق القيادة. غادر عشرة من أعضاء مجلس الإدارة، ليحل محلهم مديرون تنفيذيون حقيقيون يفهمون التجارة الإلكترونية من أمازون و Chewy. إذا كنت ترغب في المنافسة في المجال الرقمي، فأنت بحاجة إلى مواهب ذات خبرة.
بعد ذلك يأتي خفض التكاليف. قام كوهين بتقليص جميع العناصر غير الفعالة: الوظائف الزائدة، المتاجر ذات الأداء الضعيف، ورسوم الاستشارات المرتفعة، ولكن تم الاحتفاظ بجميع الأجزاء المتعلقة بالعملاء. الهدف هو الحفاظ على الربحية حتى في حالة انخفاض المبيعات.
دعونا نلقي نظرة على التغييرات المحددة في البيانات قبل وبعد تولي كوهين لشركة GameStop:
!
تولى كوهين إدارة شركة حققت إيرادات قدرها 51 مليار دولار، مع خسائر سنوية تتجاوز 200 مليون دولار. بعد ثلاث سنوات من إعادة الهيكلة النظامية، قاد GameStop بنجاح لتحقيق أول أرباح لها في عام 2023-2024. على الرغم من انخفاض الإيرادات بنسبة 25% بسبب إغلاق المتاجر، إلا أنه تمكن من رفع هامش الربح بنسبة 440 نقطة أساس، وتحويل خسائر سنوية قدرها 215 مليون دولار إلى أرباح قدرها 131 مليون دولار. وهذا يثبت أن الشركات الأصغر يمكن أن تحقق أرباحًا كبيرة.
رهانه كان على التحول الرقمي. ستبقى المتاجر الفعلية، لكن فقط الأفضل منها سيتمكن من البقاء. مستقبل GameStop على الإنترنت، يخدم عشاق الألعاب، الذين يريدون أكثر من مجرد ألعاب الفيديو - المقتنيات، بطاقات التداول، البضائع، أي شيء له علاقة بثقافة الألعاب. كما أن كوهين قد احتفظ بنقد، وحصل على سلطة القيام باستثمارات استراتيجية. في 28 سبتمبر 2023، تولى منصب الرئيس التنفيذي، بينما استمر في منصب رئيس مجلس الإدارة. راتبه هو صفر. تعويضه مرتبط تمامًا بسعر السهم، مما يعني أنه لن يتلقى مكافآت إلا عندما يحقق المساهمون أرباحًا.
ثم هناك رهانات العملات المشفرة.
تدخل GameStop للمرة الأولى في مجال الأصول المشفرة، مما يعكس آفاق وتحديات تطبيق التكنولوجيا الناشئة.
في يوليو 2022، أطلقت الشركة سوق NFT يركز على المقتنيات الرقمية المتعلقة بالألعاب. تبدو النتائج الأولية واعدة: أكثر من 3.5 مليون دولار من حجم التداول خلال الـ 48 ساعة الأولى تشير إلى طلب حقيقي على NFT الألعاب.
لكن انهيار سوق NFT جاء بسرعة وقسوة. انخفضت المبيعات من 77.4 مليون دولار في عام 2022 إلى 2.8 مليون دولار فقط في عام 2023. أوقفت GameStop خدمات المحفظة الرقمية في نوفمبر 2023 بسبب "عدم اليقين التنظيمي في مجال التشفير"، وأغلقت وظيفة تداول NFT في فبراير 2024.
قد تؤدي هذه الفشل إلى إنهاء أعمال GameStop في مجال العملات المشفرة بشكل كامل. ومع ذلك، تعلم كوهين من ذلك، ووضع استراتيجية أكثر نضجًا للأصول الرقمية.
المراهنة على البيتكوين
28 مايو 2025. بينما كانت السوق مفتونة بسياسات الاحتياطي الفيدرالي، قامت GameStop بهدوء بشراء 4,710 بيتكوين، بقيمة 513 مليون دولار.
سبب كوهين دائمًا دقيق كما هو معتاد:
إذا كانت هذه الحجة صحيحة، فإن البيتكوين والذهب يمكن أن يعملان كأدوات للتحوط ضد تراجع قيمة العملات العالمية والمخاطر النظامية. بالمقارنة مع الذهب، يتمتع البيتكوين ببعض المزايا الفريدة: القابلية للنقل، حيث يمكن تحويله على الفور على مستوى العالم، بينما الذهب حجمه كبير وتكاليف نقله مرتفعة للغاية. يمكن التحقق من أصالته على الفور من خلال البلوكشين. يمكنك تخزين البيتكوين بسهولة وأمان في محفظة، بينما يحتاج الذهب إلى تأمين، وهذا مكلف جداً. هناك أيضاً عامل الندرة، حيث إن عرض البيتكوين ثابت، بينما بالنسبة للذهب، فإن التقدم التكنولوجي يعني أن العرض لا يزال غير مؤكد.
هذا جعل GameStop رابع أكبر حامل لبيتكوين.
!
تقوم الشركة بتمويل شراء البيتكوين من خلال السندات القابلة للتحويل بدلاً من رأس المال الأساسي، مع الحفاظ على احتياطي نقدي قوي يزيد عن 4 مليارات دولار. تعكس هذه الاستراتيجية تنوعاً وحذراً، بدلاً من الرهان الكلي: حيث يتم وضع البيتكوين كرهان ثانوي بدلاً من كونه جزءاً أساسياً من الأعمال.
"تتبع GameStop استراتيجيتها الخاصة، ولا نتبع استراتيجية أي شخص آخر."
بعد إعلان الخبر، انخفض سعر سهم GameStop، ويبدو أن كوهين لا يهتم.
في 25 يونيو، جمعت GameStop 450 مليون دولار إضافية من خلال ممارسة حقها في التخصيص الزائد، مما رفع إجمالي إصدار سنداتها القابلة للتحويل إلى 2.7 مليار دولار.
خيار التخصيص الزائد هو شرط في اتفاقية الإصدار يسمح للمكتتبين بإصدار ما يصل إلى 15% من الأسهم أكثر من المخطط الأصلي في حالة الطلب القوي. يمنح ممارسة هذا الخيار الشركة فرصة لجمع المزيد من الأموال، ويساعد أيضًا في استقرار سعر السهم بعد الإصدار. بالنسبة لـ GameStop، يعني ذلك إصدار المزيد من السندات القابلة للتحويل لزيادة إجمالي المبلغ المجمّع.
ستُستخدم هذه الأموال لـ "الأغراض العامة للشركة بالإضافة إلى الاستثمار بطريقة تتوافق مع سياسة الاستثمار في GameStop"، والتي تشمل بشكل واضح شراء البيتكوين كأصل احتياطي.
يمتلك كوهين "فريق قردة الإنسان". الجزء الأكثر غرابة في قصة كوهين مع GameStop هو ملايين المستثمرين الأفراد الذين رفضوا البيع.
يُطلقون على أنفسهم "القردة"، وسلوكهم وتصرفاتهم تختلف تمامًا عن المستثمرين العاديين. لا يتداولون بناءً على تقارير الأرباح أو تقييمات المحللين. يحتفظون بالأسهم لأنهم يؤمنون برؤية كوهين ويرغبون في رؤية ما سيحدث في المستقبل.
هذا هو "رأس المال الصبور"، والذي لم يُشاهد تقريبًا في الأسواق العامة. يمكن لأنطوان كوهين التركيز على الاستراتيجيات طويلة الأجل دون القلق بشأن التقلبات الفصلية، لأن مجموعة مستثمريه الأساسية لن تتخلى عنه بسهولة.
المحتوى هو للمرجعية فقط، وليس دعوة أو عرضًا. لا يتم تقديم أي مشورة استثمارية أو ضريبية أو قانونية. للمزيد من الإفصاحات حول المخاطر، يُرجى الاطلاع على إخلاء المسؤولية.
رايان كوهين، الرجل الذي قاد عودة جيم ستوب، راهن على بيتكوين
كتابة: ثيجاسويني م أ
ترجمة: لويفي، أخبار فورسايت
ريان كوهين مرة أخرى يفعل نفس الشيء، دون أي تحذير، دون أي تفسير، ودون استئذان.
في يوم ثلاثاء في مايو 2025، ظهرت في وثائق لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) فقرة تم تجاهلها من قبل معظم المستثمرين في الإفصاح الروتيني، حيث تم ذكر هذه الكلمات بهدوء في نموذج 8-K لشركة GameStop: "شراء 4,710 بيتكوين".
هذا المدير التنفيذي الذي قاد شركة تجزئة ألعاب الفيديو التي كانت على وشك الإفلاس إلى انتعاش، قد استثمر للتو أكثر من 500 مليون دولار من أموال الشركة في البيتكوين. لا يوجد بيان صحفي، ولا مكالمة مؤتمر للمستثمرين، فقط الحد الأدنى من الإفصاح المطلوب قانونًا.
عندما طرح ديفيد بيلي من BTC Inc السؤال الذي يسأله الجميع على كوهين، كانت إجابة كوهين قد كسرت تخمينات الناس لعدة أشهر.
"هل اشترت GameStop بيتكوين؟"
"نعم. لدينا حاليًا 4710 عملة بيتكوين."
وهكذا، قام كوهين بأسلوبه المعتاد «التقليل من الأهمية»، بتحويل GameStop إلى أكبر حائز على بيتكوين في العالم رقم 14 - تمامًا كما فعل عندما قام ببناء Chewy من الصفر إلى وحش بقيمة 3.35 مليار دولار.
لن يشعر أي شخص يهتم به بالدهشة. لقد كانت مشاركة هذا الشخص هي التي حفزت ملايين المستثمرين الأفراد على بيع بعض من أقدم صناديق التحوط في وول ستريت. لقد حول شركة اعتقد العديد من ما يسمى بالخبراء أنها محكومة بالفشل إلى شركة تعيد تشكيل جميع نماذج التقييم التقليدية.
!
تحول كوهين من طالب جامعي متخلي يبيع طعام الحيوانات الأليفة على الإنترنت إلى مبتكر استراتيجيات الأعمال الجديدة، بدأ رحلته في الحياة من مراهق في فلوريدا، حيث أدرك أن أفضل الفرص تكمن في الأماكن التي يتخلى عنها الآخرون.
من صبي متسرب من المدرسة إلى مخترق الأعمال
بدأت ريادة أعمال رايان كوهين قبل أن يصل إلى سن القيادة القانونية.
ولد كوهين عام 1986 في مونتريال، وكانت والدته معلمة، وكان والده تيد كوهين يدير شركة لاستيراد الأدوات الزجاجية. عندما كان صغيرًا، انتقلت العائلة إلى كولير سبرينغز في فلوريدا. في سن الخامسة عشرة، بدأ كوهين إدارة عمله الخاص، حيث كان يتقاضى عمولات من مختلف مواقع التجارة الإلكترونية.
عندما بلغ 16 عامًا، كانت نطاق أعماله قد توسع من التوصيات البسيطة إلى عمليات التجارة الإلكترونية الأكثر تنظيمًا، بينما كان معظم الناس لا يزالون يرون أن الإنترنت مجرد موضة عابرة، كان هو قد فهم جوهر التجارة الإلكترونية بشكل عميق.
أصبح والده تيد أهم معلم له، حيث علمه أهمية تأجيل الإشباع، وأخلاقيات العمل، ورؤية العلاقات التجارية كشراكات طويلة الأجل. في النهاية، قرر كوهين ترك جامعة فلوريدا والتفرغ بالكامل للأعمال. لقد أثبت أنه قادر على جذب العملاء وخلق الإيرادات، وكانت الجامعة بالنسبة له مجرد طريق منحرف عن المهمة.
ثورة غذاء الحيوانات الأليفة
هيمنت أمازون على مجال التجارة الإلكترونية في عام 2011، وتجنب معظم رواد الأعمال مواجهتها، لكن اختار كوهين البالغ من العمر 25 عامًا "التنافس غير المباشر".
لم يحاول كوهين التغلب على أمازون من حيث اختيار المنتجات أو اللوجستيات، بل اكتشف مجالًا أهم في علاقات العملاء وهو: مستلزمات الحيوانات الأليفة. يهتم أصحاب الحيوانات الأليفة بـ "أفراد الأسرة"، وليس مجرد شراء المنتجات. يحتاجون إلى نصائح، وتعاطف، وفهم أن "مرض الحيوانات الأليفة ليس مجرد إزعاج، بل هو أزمة".
فلسفة Chewy الأساسية بسيطة جدًا: دمج لوجستيات أمازون مع فلسفة خدمة العملاء في Zappos لتخصيص تجربة لأصحاب الحيوانات الأليفة. تبيع الشركة مستلزمات الحيوانات الأليفة عبر الإنترنت، ولكن الأهم من ذلك، أنها ستعمل على بناء علاقة مع العملاء تتجاوز المعاملات الفردية.
كانت عملية التنفيذ المبكرة منظمة بشكل جيد وتركز على العميل. فريق خدمة العملاء في Chewy لا يتعامل فقط مع الطلبات، بل يرسل أيضًا بطاقات تهنئة مكتوبة بخط اليد في العطلات، ويخصص صورًا للحيوانات الأليفة للعملاء المخلصين، ويقدم الزهور عند وفاة الحيوانات الأليفة المحبوبة. هذه الخدمات تتطلب إنفاق المال، ومن الصعب توسيع نطاقها. إليك تغريدة مشهورة:
!
لكن بناء علاقات عاطفية لا يؤدي إلى عوائد، ففي أول عامين، واجه كوهين مشكلة كافية لتسبب انهيار معظم الشركات الناشئة: لم يكن هناك أحد مستعد للاستثمار في شركة طعام حيوانات أليفة تتنافس مع أمازون.
مئة رفض
تعتبر جلسات الترويج نوعًا من العذاب لرواد الأعمال. بين عامي 2011 و 2013، تواصل كوهين مع أكثر من 100 شركة استثمار مخاطر، موضحًا لماذا تمثل مستلزمات الحيوانات الأليفة فرصة كبيرة لشركة تركز على العملاء. كانت معظم شركات الاستثمار ترى: شركة أسسها طلاب جامعيون متسربون، بدون أي خبرة تجارية تقليدية، تحاول الحصول على جزء من الكعكة في سوق صغير تسيطر عليه منافسون لا يمكن هزيمتهم.
لم تظهر نقطة التحول حتى عام 2013، حيث قدمت Volition Capital تمويلًا من الفئة A بقيمة 15 مليون دولار. مكن هذا التمويل كوهين من توسيع نطاق عمليات Chewy مع الحفاظ على ثقافة الشركة الموجهة نحو العملاء. بحلول عام 2016، حصلت الشركة على استثمارات من بلاك روك ومجموعة بروفيدنس، وبلغت مبيعاتها السنوية 900 مليون دولار.
تتمتع Chewy بمعدل احتفاظ مرتفع جدًا بالعملاء، حيث تزداد قيمة الطلبات المتوسطة لديهم باستمرار، والأهم من ذلك، أن العملاء يصبحون من المروجين لهذه الخدمة لأصحاب الحيوانات الأليفة الآخرين.
بحلول عام 2018، بلغت عائدات Chewy السنوية 3.5 مليار دولار، وكانت تستعد للاكتتاب العام. في ذلك الوقت، قدمت PetSmart عرض استحواذ بقيمة 3.35 مليار دولار على Chewy، وهو أكبر استحواذ في تاريخ التجارة الإلكترونية في ذلك الوقت. اختار كوهين، البالغ من العمر 31 عامًا، مغادرة Chewy والعودة إلى عائلته، رغم أن ثروته تقدر بمئات الملايين.
استراحة منتصف العائلة
في عام 2018، اتخذ رايان كوهين، الذي كان في ذروة مسيرته المهنية، قرارًا حير عالم الأعمال.
استقال من منصبه كمدير تنفيذي لشركة Chewy ليكون مع زوجته الحامل وللتحضير ليصبح أبًا. لقد ودّع تمامًا الشركة التي قضى سبع سنوات في بنائها. لقد حقق كوهين الاستقلال المالي، وينوي استخدام هذه الحرية للاستمتاع بأهم اللحظات في حياته الشخصية.
لقد باع معظم حصصه في Chewy وركز على كونه زوجًا وأبًا جيدًا. بالنسبة لشخص كان يركز على النمو والمنافسة منذ سنوات المراهقة، قد يكون الانتقال إلى الحياة الأسرية غير مريح. ومع ذلك، فإن كوهين قد قبل كل ذلك تمامًا.
حتى خلال هذه الفترة التي يركز فيها على الأسرة، لا يزال مستثمراً نشطاً. تشمل محفظته أسهم شركة أبل (يمتلك 1.55 مليون سهم، مما يجعله واحداً من أكبر المساهمين الأفراد)، وبنك ويلز فارجو، وغيرها من شركات الأسهم الزرقاء.
تدعم المؤسسة الخيرية التي أسسها مع زوجته ستيفاني التعليم ورفاهية الحيوانات وغيرها من القضايا الخيرية.
استمرت هذه الراحة لمدة ثلاث سنوات، حتى اكتشف GameStop.
جيم ستوب
في سبتمبر 2020، عندما كان معظم المستثمرين يعتقدون أن GameStop هي شركة تجزئة تقليدية على وشك الانهيار، تتعرض للخنق من قبل خدمات التنزيل الرقمي والبث، رأى رايان كوهين شيئًا مختلفًا: إنها شركة تتمتع بسمعة قوية وعملاء مخلصين، لكن الإدارة لا تعرف كيف تستفيد من هذين الأصلين.
كشفت مؤسسة كوهين الاستثمارية RC Ventures أنها تمتلك ما يقرب من 10% من أسهم هذه الشركة المتعثرة في تجارة ألعاب الفيديو، مما يجعلها أكبر مساهم في الشركة. أثار هذا التحرك حيرة محللي وول ستريت، الذين عجزوا عن فهم سبب استثمار شخص ذو خبرة واسعة مثل كوهين في شركة تجزئة "عفا عليها الزمن".
يعتقد كوهين أن GameStop ليست مجرد سلسلة متاجر للبيع بالتجزئة، بل هي أيضًا علامة ثقافية في مجتمع الألعاب. العملاء هم متحمسون لثقافة الألعاب، وجامعو المقتنيات، وتجارب التواصل الاجتماعي، ويكونون مستعدين لدفع علاوة من أجل الاتصال العاطفي.
المشكلة هي أن الإدارة تعتبر الشركة تاجر تجزئة تقليدي، بدلاً من كونها منصة مدفوعة من المجتمع.
في يناير 2021، انضم كوهين إلى مجلس إدارة غيم ستوب، مما أثار جنون الشراء بين المستثمرين الأفراد. في غضون أسبوعين، ارتفعت أسعار أسهم غيم ستوب بنسبة 1500%، مما أدى إلى واحدة من أشهر حالات الضغط القصير في تاريخ السوق.
بينما تركز وسائل الإعلام المالية انتباهها على ظاهرة "أسهم الميم" والصراع بين المستثمرين الأفراد وصناديق التحوط، يركز كوهين على تغيير أكثر جوهرية.
طريقة كوهين في إعادة بناء GameStop هي نفس الطريقة التي أسس بها Chewy.
عندما تولى الأمر، كانت "الشركة في حالة فوضى، وكانت تعاني من خسائر كبيرة."
لقد قام أولاً بقطع فريق القيادة. غادر عشرة من أعضاء مجلس الإدارة، ليحل محلهم مديرون تنفيذيون حقيقيون يفهمون التجارة الإلكترونية من أمازون و Chewy. إذا كنت ترغب في المنافسة في المجال الرقمي، فأنت بحاجة إلى مواهب ذات خبرة.
بعد ذلك يأتي خفض التكاليف. قام كوهين بتقليص جميع العناصر غير الفعالة: الوظائف الزائدة، المتاجر ذات الأداء الضعيف، ورسوم الاستشارات المرتفعة، ولكن تم الاحتفاظ بجميع الأجزاء المتعلقة بالعملاء. الهدف هو الحفاظ على الربحية حتى في حالة انخفاض المبيعات.
دعونا نلقي نظرة على التغييرات المحددة في البيانات قبل وبعد تولي كوهين لشركة GameStop:
!
تولى كوهين إدارة شركة حققت إيرادات قدرها 51 مليار دولار، مع خسائر سنوية تتجاوز 200 مليون دولار. بعد ثلاث سنوات من إعادة الهيكلة النظامية، قاد GameStop بنجاح لتحقيق أول أرباح لها في عام 2023-2024. على الرغم من انخفاض الإيرادات بنسبة 25% بسبب إغلاق المتاجر، إلا أنه تمكن من رفع هامش الربح بنسبة 440 نقطة أساس، وتحويل خسائر سنوية قدرها 215 مليون دولار إلى أرباح قدرها 131 مليون دولار. وهذا يثبت أن الشركات الأصغر يمكن أن تحقق أرباحًا كبيرة.
رهانه كان على التحول الرقمي. ستبقى المتاجر الفعلية، لكن فقط الأفضل منها سيتمكن من البقاء. مستقبل GameStop على الإنترنت، يخدم عشاق الألعاب، الذين يريدون أكثر من مجرد ألعاب الفيديو - المقتنيات، بطاقات التداول، البضائع، أي شيء له علاقة بثقافة الألعاب. كما أن كوهين قد احتفظ بنقد، وحصل على سلطة القيام باستثمارات استراتيجية. في 28 سبتمبر 2023، تولى منصب الرئيس التنفيذي، بينما استمر في منصب رئيس مجلس الإدارة. راتبه هو صفر. تعويضه مرتبط تمامًا بسعر السهم، مما يعني أنه لن يتلقى مكافآت إلا عندما يحقق المساهمون أرباحًا.
ثم هناك رهانات العملات المشفرة.
تدخل GameStop للمرة الأولى في مجال الأصول المشفرة، مما يعكس آفاق وتحديات تطبيق التكنولوجيا الناشئة.
في يوليو 2022، أطلقت الشركة سوق NFT يركز على المقتنيات الرقمية المتعلقة بالألعاب. تبدو النتائج الأولية واعدة: أكثر من 3.5 مليون دولار من حجم التداول خلال الـ 48 ساعة الأولى تشير إلى طلب حقيقي على NFT الألعاب.
لكن انهيار سوق NFT جاء بسرعة وقسوة. انخفضت المبيعات من 77.4 مليون دولار في عام 2022 إلى 2.8 مليون دولار فقط في عام 2023. أوقفت GameStop خدمات المحفظة الرقمية في نوفمبر 2023 بسبب "عدم اليقين التنظيمي في مجال التشفير"، وأغلقت وظيفة تداول NFT في فبراير 2024.
قد تؤدي هذه الفشل إلى إنهاء أعمال GameStop في مجال العملات المشفرة بشكل كامل. ومع ذلك، تعلم كوهين من ذلك، ووضع استراتيجية أكثر نضجًا للأصول الرقمية.
المراهنة على البيتكوين
28 مايو 2025. بينما كانت السوق مفتونة بسياسات الاحتياطي الفيدرالي، قامت GameStop بهدوء بشراء 4,710 بيتكوين، بقيمة 513 مليون دولار.
سبب كوهين دائمًا دقيق كما هو معتاد:
هذا جعل GameStop رابع أكبر حامل لبيتكوين.
!
تقوم الشركة بتمويل شراء البيتكوين من خلال السندات القابلة للتحويل بدلاً من رأس المال الأساسي، مع الحفاظ على احتياطي نقدي قوي يزيد عن 4 مليارات دولار. تعكس هذه الاستراتيجية تنوعاً وحذراً، بدلاً من الرهان الكلي: حيث يتم وضع البيتكوين كرهان ثانوي بدلاً من كونه جزءاً أساسياً من الأعمال.
"تتبع GameStop استراتيجيتها الخاصة، ولا نتبع استراتيجية أي شخص آخر."
بعد إعلان الخبر، انخفض سعر سهم GameStop، ويبدو أن كوهين لا يهتم.
في 25 يونيو، جمعت GameStop 450 مليون دولار إضافية من خلال ممارسة حقها في التخصيص الزائد، مما رفع إجمالي إصدار سنداتها القابلة للتحويل إلى 2.7 مليار دولار.
خيار التخصيص الزائد هو شرط في اتفاقية الإصدار يسمح للمكتتبين بإصدار ما يصل إلى 15% من الأسهم أكثر من المخطط الأصلي في حالة الطلب القوي. يمنح ممارسة هذا الخيار الشركة فرصة لجمع المزيد من الأموال، ويساعد أيضًا في استقرار سعر السهم بعد الإصدار. بالنسبة لـ GameStop، يعني ذلك إصدار المزيد من السندات القابلة للتحويل لزيادة إجمالي المبلغ المجمّع.
ستُستخدم هذه الأموال لـ "الأغراض العامة للشركة بالإضافة إلى الاستثمار بطريقة تتوافق مع سياسة الاستثمار في GameStop"، والتي تشمل بشكل واضح شراء البيتكوين كأصل احتياطي.
يمتلك كوهين "فريق قردة الإنسان". الجزء الأكثر غرابة في قصة كوهين مع GameStop هو ملايين المستثمرين الأفراد الذين رفضوا البيع.
يُطلقون على أنفسهم "القردة"، وسلوكهم وتصرفاتهم تختلف تمامًا عن المستثمرين العاديين. لا يتداولون بناءً على تقارير الأرباح أو تقييمات المحللين. يحتفظون بالأسهم لأنهم يؤمنون برؤية كوهين ويرغبون في رؤية ما سيحدث في المستقبل.
هذا هو "رأس المال الصبور"، والذي لم يُشاهد تقريبًا في الأسواق العامة. يمكن لأنطوان كوهين التركيز على الاستراتيجيات طويلة الأجل دون القلق بشأن التقلبات الفصلية، لأن مجموعة مستثمريه الأساسية لن تتخلى عنه بسهولة.