كان قرار سعر الفائدة الذي اتخذته لجنة السوق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر متوقعًا تمامًا، مع إبقاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على أسعار الفائدة عند 5.25% إلى 5.5%. وكما كان متوقعا، قالت اللجنة إنها قد ترفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، مع إصرار رئيسها جيروم باول، كالعادة، في مؤتمر صحفي عقد في 20 سبتمبر/أيلول، على إعادة التضخم إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪. وكانت المهمة "مستحيلة" القيام بها . "**
ولكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع توقعاته على المدى الطويل لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، والتي يعتقدون الآن أنها ستصل إلى 5.1٪ بحلول نهاية عام 2024، ارتفاعًا من توقعات 4.6٪ في يونيو. وستنخفض إلى 3.9% بنهاية عام 2025 و2.9% بنهاية عام 2026. وهذه الأرقام أعلى بكثير من التوقعات السابقة وتشير إلى "تحرك طويل الأجل نحو الأعلى" في أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما لم يتوقعه العديد من المشاركين في السوق.
ونتيجة لذلك، شهدنا تراجعًا طفيفًا في السوق، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.80% بعد فترة وجيزة من الأخبار، وتلاه مؤشر ناسداك الذي انخفض بنسبة 1.28% - وكانت هذه المؤشرات منخفضة بشكل ملحوظ بشكل عام. كان رد فعل أسواق العملات المشفرة أيضًا سلبيًا، حيث انخفضت عملة البيتكوين إلى أقل من 27000 دولار وانخفضت إيثريوم بنسبة 2٪ تقريبًا إلى ما يزيد قليلاً عن 1600 دولار بعد فترة وجيزة من اختتام باول مؤتمره الصحفي.
وفي نهاية المطاف، تظهر البيانات أن الاقتصاد الأمريكي يعود إلى حالة لم نشهدها قبل الأزمة المالية 2008-2009، حيث يظل النمو الاقتصادي والتضخم ثابتين نسبيا. في هذا العالم القديم، لن يكون من المستغرب أن يبلغ متوسط سعر الفائدة لثلاث سنوات في الولايات المتحدة نحو 4%، ولن يكون من المستغرب أن يتجاوز التضخم السنوي 2%.
والمشكلة هي أن المستثمرين أصبحوا مهووسين بضخ البنوك المركزية أموالاً مجانية إلى اقتصاداتنا بوتيرة سريعة في الاستجابة للأزمات المتزامنة. ** كمستثمرين، نحن الآن في عقلية حيث يتم تفسير النمو الاقتصادي القوي والتضخم المستقر على أنها أخبار سيئة - ويبدو أن سوق العملات المشفرة يشعر بنفس الشعور. ** وهذا أمر مثير للاهتمام بشكل خاص بالنظر إلى أنه تم إنشاء Bitcoin خلال الأزمة المالية لانتقاد قرارات السياسة النقدية التيسيرية بشكل مباشر للاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا والمؤسسات الأخرى.
سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من يناير 2000 إلى أغسطس 2023. المصدر: مجلس محافظي نظام الاحتياطي الفيدرالي.
**يبدو من الواضح الآن أننا لا نستطيع الاعتماد على البنوك المركزية في تقديم تعليماتنا الاستثمارية. وبدلا من ذلك، يتعين علينا أن ننظر عن كثب إلى الحالة الفعلية للشركات والمنتجات والخدمات التي تقدمها لعملائها. ** في عالم العملات المشفرة، يجب علينا أن نولي اهتمامًا دقيقًا لسلامة النظام البيئي للعملات المشفرة وما يمكن أن يقدمه لمستخدميه كسوق مالية بديلة أو مكملة.
بالطبع، على المدى القصير إلى المتوسط، هذا يعني أننا سننتظر جميعًا أن تحكم هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC) على جبل تطبيقات Bitcoin الفورية لصناديق الاستثمار المتداولة (ETF) التي تتراكم على مكاتبها.
ينضم فرانكلين تمبلتون، أحد أقدم مديري الأصول في الولايات المتحدة، إلى BlackRock وFidelity وInvesco وغيرها في السباق لتصبح أكبر شركة إطلاق عملة مشفرة في العالم لصناديق السوق الكبيرة. إذا تمت الموافقة على واحدة من هذه، فسوف يمثل ذلك بالفعل دخول البيتكوين إلى قاعة مشاهير الأصول العالمية، ويمكننا أن نتوقع انضمام العملة المشفرة إلى المحافظ الاستثمارية في جميع أنحاء العالم كاستثمار بديل في الاتجاه الصعودي القادم.
إذا ظلت هيئة الأوراق المالية والبورصة كما هي ولم توافق على أي من هذه التطبيقات، فستظل عملة البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى أصولًا هامشية. هذا لا يعني أنهم لن يجدوا محركات جديدة للأسعار ويعودوا إلى أعلى مستوياتهم السابقة على الإطلاق. ولكن حتى يتم حل هذه المشكلة بطريقة ما، فمن المؤكد أننا لن نرى الكثير من الإجراءات في سوق العملات المشفرة.
وبالمثل، يشير قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وتعليقات باول إلى أننا لن نرى الكثير من الإثارة على جبهة الاقتصاد الكلي في المستقبل المنظور أيضًا. ولكن إذا عاد الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد العالمي إلى الوضع الطبيعي القديم (وهو منطقة غير مألوفة للمستثمرين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما)، فقد يكون هذا هو ما يحتاجه العالم، بل وسوق العملات المشفرة.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
لماذا يحتاج سوق العملات المشفرة إلى أسعار فائدة مرتفعة للغاية؟
المؤلف: لوكاس كيلي، كوينتيليغراف، المترجم: سونج شيو، جولدن فاينانس
كان قرار سعر الفائدة الذي اتخذته لجنة السوق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر متوقعًا تمامًا، مع إبقاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على أسعار الفائدة عند 5.25% إلى 5.5%. وكما كان متوقعا، قالت اللجنة إنها قد ترفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، مع إصرار رئيسها جيروم باول، كالعادة، في مؤتمر صحفي عقد في 20 سبتمبر/أيلول، على إعادة التضخم إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪. وكانت المهمة "مستحيلة" القيام بها . "**
ولكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع توقعاته على المدى الطويل لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، والتي يعتقدون الآن أنها ستصل إلى 5.1٪ بحلول نهاية عام 2024، ارتفاعًا من توقعات 4.6٪ في يونيو. وستنخفض إلى 3.9% بنهاية عام 2025 و2.9% بنهاية عام 2026. وهذه الأرقام أعلى بكثير من التوقعات السابقة وتشير إلى "تحرك طويل الأجل نحو الأعلى" في أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما لم يتوقعه العديد من المشاركين في السوق.
ونتيجة لذلك، شهدنا تراجعًا طفيفًا في السوق، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.80% بعد فترة وجيزة من الأخبار، وتلاه مؤشر ناسداك الذي انخفض بنسبة 1.28% - وكانت هذه المؤشرات منخفضة بشكل ملحوظ بشكل عام. كان رد فعل أسواق العملات المشفرة أيضًا سلبيًا، حيث انخفضت عملة البيتكوين إلى أقل من 27000 دولار وانخفضت إيثريوم بنسبة 2٪ تقريبًا إلى ما يزيد قليلاً عن 1600 دولار بعد فترة وجيزة من اختتام باول مؤتمره الصحفي.
وفي نهاية المطاف، تظهر البيانات أن الاقتصاد الأمريكي يعود إلى حالة لم نشهدها قبل الأزمة المالية 2008-2009، حيث يظل النمو الاقتصادي والتضخم ثابتين نسبيا. في هذا العالم القديم، لن يكون من المستغرب أن يبلغ متوسط سعر الفائدة لثلاث سنوات في الولايات المتحدة نحو 4%، ولن يكون من المستغرب أن يتجاوز التضخم السنوي 2%.
والمشكلة هي أن المستثمرين أصبحوا مهووسين بضخ البنوك المركزية أموالاً مجانية إلى اقتصاداتنا بوتيرة سريعة في الاستجابة للأزمات المتزامنة. ** كمستثمرين، نحن الآن في عقلية حيث يتم تفسير النمو الاقتصادي القوي والتضخم المستقر على أنها أخبار سيئة - ويبدو أن سوق العملات المشفرة يشعر بنفس الشعور. ** وهذا أمر مثير للاهتمام بشكل خاص بالنظر إلى أنه تم إنشاء Bitcoin خلال الأزمة المالية لانتقاد قرارات السياسة النقدية التيسيرية بشكل مباشر للاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا والمؤسسات الأخرى.
سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من يناير 2000 إلى أغسطس 2023. المصدر: مجلس محافظي نظام الاحتياطي الفيدرالي.
**يبدو من الواضح الآن أننا لا نستطيع الاعتماد على البنوك المركزية في تقديم تعليماتنا الاستثمارية. وبدلا من ذلك، يتعين علينا أن ننظر عن كثب إلى الحالة الفعلية للشركات والمنتجات والخدمات التي تقدمها لعملائها. ** في عالم العملات المشفرة، يجب علينا أن نولي اهتمامًا دقيقًا لسلامة النظام البيئي للعملات المشفرة وما يمكن أن يقدمه لمستخدميه كسوق مالية بديلة أو مكملة.
بالطبع، على المدى القصير إلى المتوسط، هذا يعني أننا سننتظر جميعًا أن تحكم هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC) على جبل تطبيقات Bitcoin الفورية لصناديق الاستثمار المتداولة (ETF) التي تتراكم على مكاتبها.
ينضم فرانكلين تمبلتون، أحد أقدم مديري الأصول في الولايات المتحدة، إلى BlackRock وFidelity وInvesco وغيرها في السباق لتصبح أكبر شركة إطلاق عملة مشفرة في العالم لصناديق السوق الكبيرة. إذا تمت الموافقة على واحدة من هذه، فسوف يمثل ذلك بالفعل دخول البيتكوين إلى قاعة مشاهير الأصول العالمية، ويمكننا أن نتوقع انضمام العملة المشفرة إلى المحافظ الاستثمارية في جميع أنحاء العالم كاستثمار بديل في الاتجاه الصعودي القادم.
إذا ظلت هيئة الأوراق المالية والبورصة كما هي ولم توافق على أي من هذه التطبيقات، فستظل عملة البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى أصولًا هامشية. هذا لا يعني أنهم لن يجدوا محركات جديدة للأسعار ويعودوا إلى أعلى مستوياتهم السابقة على الإطلاق. ولكن حتى يتم حل هذه المشكلة بطريقة ما، فمن المؤكد أننا لن نرى الكثير من الإجراءات في سوق العملات المشفرة.
وبالمثل، يشير قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وتعليقات باول إلى أننا لن نرى الكثير من الإثارة على جبهة الاقتصاد الكلي في المستقبل المنظور أيضًا. ولكن إذا عاد الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد العالمي إلى الوضع الطبيعي القديم (وهو منطقة غير مألوفة للمستثمرين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما)، فقد يكون هذا هو ما يحتاجه العالم، بل وسوق العملات المشفرة.